ويقال: ابن أبي أمية أبو جعفر الشاعر، الملقب بأبي حشيشة قدم دمشق مع المأمون.
قال أبو حشيشة: كنا قدام أمير المؤمنين بدمشق فغنى علويه: من الطويل
برئت من الإسلام إن كان ذا الذي ... أتاك به الواشون عني كما قالوا
لكنهم لما رأوك سريعةً ... إلي تواصلوا بالنميمة واحتالوا
فقالوا يا علويه: لمن هذا الشعر؟ قال لقاضي دمشق قال: يا أبا إسحاق اعزله؛ فقال: عزلته، قال: فيحضر الساعة؛ فأحضر شيخٌ مخضوبٌ قصيرٌ، فقال له المأمون: من تكون؟ قال: فلان بن فلان الفلاني، قال: تقول الشعر؟ قال: كنت أقوله، فقال: يا علويه أنشده الشعر فأنشده، فقال: هذا الشعر لك؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، ونساؤه طوالق وكلما يملك في سبيل الله إن كان قال شعراً من ثلاثين سنة إلا في زهدٍ ومعاتبة صديقٍ، فقال: يا أبا إسحاق اعزله فما كنت أولي رقاب المسلمين من يبدأ في هزله بالبراءة من الإسلام، ثم قال: اسقوه؛ فأتي بقدحٍ فيه شراب، فأخذه وهو يرتعد، فقال: يا أمير المؤمنين ما ذقته قط، قال: فلعله يريد غيره؟ قال: لم أذق منه شيئاً قط؛ قال: فحرام هو؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: أولى لك، بها نجوت، اخرج؛ ثم قال: يا علويه لا تقل: برئت من الإسلام، ولكن قل:
حرمت مناي منك إن كان ذا الذي ... أتاك به الواشون عني كما قالوا