قال أبو فاختة: وفدت مع الحسن والحسين إلى معاوية فأجازهما، فقبلا.
شهد أبو فاختة مشاهد علي. هلك في إمارة عبد الملك أو الوليد بن عبد الملك.
[سعيد بن عياذ]
من أهل عمان. وفد على عبد الملك بن مروان.
كان بنو عياذ سعيد سليمان وشعوة أيا فتنة ابن الزبير غلبوا على عمان، فكانوا يعشرون الناس، فأصابوا أموالاً كثيرة، فلما قتل ابن الزبير جمعوا ما أصابوا من الأموال، وتحصنوا في قرية بعمان، وهي قريبة من البحر، وهي في البحر. فلما قدم الحجاج العراق استعمل سورة بن أبجر على عمان، وكتب إليه أن ابعث إلى بني عياذ من يحصرهم، فبعث بديل بن طهفة البجلي، فحصرهم في السفن، فلم يكن يصل إليه أحد في البحر. فخلف سعيد وسليمان أخاهما في القلعة، وخرجا إلى عبد الملك، فصالحاه على سبع مئة ألف، على أن لهما ما في القلعة إن أدركاها ولم تفتح، وأنهما وجميع من في القلعة آمنون، وإن كنت القلعة قد فتحت فما فيها لعبد الملك، فأمنهم، وكتب لهما إلى الحجاج. فقدما والقلعة على حالها، فأديا المال، ولحقا بعبد الملك، وحمل إليه هدايا كثيرة وجوهراً سوى ما صالحاه عليه، وكان فيما حملا إليه طست من ذهب فيه شجرة من ياقوت وزمرد، فأعجب بها عبد الملك، وظن أن عندهما أموالاً كثيرة وجوهراً، فأراد أن يعتل عليهما فيأخذ الأموال، فقال لهما: بلغني أنكما كنتما تغصبان الناس، وتخيفان السبيل؟ قال سعيد: قد كنا نفعل، وكل ما أتيناك به فهو من غصب، فأعرض عنهما، وجعل الحجاج يكتب فيهما، ويحمله عليهما، فلما خافا أجمعا على الخروج، فقالا لعبد الملك: قد نفدت نفقاتنا، وعندنا جوهر، فمر صاحب بيت المال أن يأخذه ويسلفنا حاجتنا إلى أن يأتينا مالنا، فقد وجهنا رسولاً يأتينا بمال. فأمر عبد الملك صاحب بيت المال أن يفعل، فاحتالا لصاحب بيت المال فأخرجا له جوهراً، فقومه أصحاب الجوهر مئة ألف. فقالا: متاعنا خيرٌ من ذلك.