كان صوفياً فاضلاً محباً للصوفية، وكانت له دنيا كثيرة، وكان أديباً ظريفاً.
قال أحمد بن محمد بن زياد: قدم عليه بعض أصحابنا فقال له: هل مررت في طريقك بأحد من أصحابنا؟ فقال: لا، ولكن رأيت رجلاً عرفك، فأكرمني، وأنزلني عنده، وكان لسعد على ذلك الرجل جملة دنانير حساباً بينهم، فضرب على حسابه مكافأة لما بلغه أنه أكرم هذا الفقير من أجله.
قال ابن الأعرابي: كان سعد بن عبد الله يعرف بالدمشقي، خراساني الأصل، أقام بالشام سنين، ثم رجع إلى بغداد، وأنفق جميع ملكه حتى افتقر. وكان قد صحب أحمد بن أبي الحواري، وكان يواسيه في آخر أمره أبو أحمد القلانسي، واجتمع عليه ببغداد دين كثير، ثم فتح الله عليه حتى قضى دينه، وكان طيب النفس، اشترى جارية قوالة للفقراء، فكانت تقرأ لهم القصائد والرباعيات، فلما مات سعد تزوجها الجنيد. وقيل: إن الجارية كان اسمها نجوم.
قال السلمي: كان سعد حراً فاسترق، وأهدي إلى المعتصم، وكان على خزانة كسوته، فلما مات المعتصم أعتق، فخرج إلى الشام. وصحب أحمد بن أبي الحواري، واجتمع فيه آداب الفقراء وآداب الملوك، وفتح الله عليه الدنيا بدمشق، وكان ينفق على القدام. ومات وهو فقير أنفق جميع ملكه على القوم.
[سعد بن علي بن محمد]
أبو القاسم الزنجاني الحافظ الصوفي سمع بدمشق، وسكن مكة.
حدث عن أبي عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء بسنده عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " أفضل الصلاة بعد المفروضة صلاة جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم. "