للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امرأتي. قال: ابتليت بجبار ظالم، فما أصنع بك؟ إنما الطلاق والعتاق كلام، فإذا فاته صاحبه نفذ عليه. فراددتُه، فقال: ما عندي غير هذا، فقلت: يا أمير المؤمنين، فالمهر ترده إلي، قال: فبم استحللت فرجها؟ قال: فألزمني الطلاق.

[صبح أبو صالح الخراساني]

أحد الزهاد. جالس أبو سليمان الداراني وقال له يوماً: يا أبا سليمان، طوبى للزاهدين، فقال له سليمان؛ طوبى للعارفين.

حدث صبح بسنده إلى إسماعيل الكندي قال: جاء رجل من أهل البصرة إلى طاوس ليسمع منه. قال: فوافاه مريضاً، فجلس عند رأسه يبكي، فقال: ما يبكيك يا شاب؟! قال: والله، ما أبكي على قرابة بيني وبينك ولا على دنيا جئت أطلبها منك، ولكن على العلم الذي جئت أطلب منك يفوتني. قال: فقال له طاوس: إن موصيك بثلاث كلمات، إن حفظتهن علمت علم الأولين والآخرين، وعلِم ما كان، وعلم ما يكون: خَفِ الله حتى لا يكون عندك شيء أخوف منه، وارجُ الله حتى لا يكون عندك شيء أرجا منه، وأحبب الله حتى لا يكون شيء أحبّ إليك منه. فإذا فعلت ذلك علمت على الأولين والآخرين، وعلم ما كان، وعلم ما يكون، قال: فقال له الشاب: لا جرم والله، ولا سألت أحداً بعدك عن شيء ما بقيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>