قال: ورأيته عند بئر أبي عبيدة في سوق الرستن وهو يشرب مع فتيان ومردان وهو يتقيأ الخمر، وأنا في كوة مشرف عليه في بيت كان لي فيه تجارة سنة تسع عشرة ومئتين، وكأني أراه وهو يتقيؤها وهي تسيل على لحيته، وكان أيام أبي الهرماس يسمونه الغداف، وكان له ترس فيه أربعة مسامير كبار إذا أخذوا رجلاً يريدون قتله صاحوا به أين الغداف فيجيء قائماً يضربه بها أربع ضربات حتى يقتله، قد قتل غير واحد بترسه ذاك. وما رأيته عند أبي المغيرة قط وإنما كان يتفتى في ذلك الزمان. وحدث عن عقبة بن علقمة. بلغني أن عنده كتاباً وقع إليه فيه مسائل ليست من حديثه فوقفه عليها فتى من أصحاب الحديث وقال: اتق الله يا شيخ.
قال أبو هشام: وكان أبو عتبة جارنا وكان يخضب بالحمرة، وكان مؤذن مسجد الجامع، وكان عمي وأصحابنا يقولون: إنه كذاب فلم نسمع منه شيئاً.
[أحمد بن فضالة بن الصقر]
ابن فضالة بن سالم بن جميل بن عمرو بن ثوابة بن الأخنس بن مالك بن النعمان بن مالك بن النعمان بن امرىء القيس اللخمي حدث عن أبيه بسنده عن مغيث بن سمي الأوزاعي أن عمر بن الخطاب أرسل إلى كعب فقال: يا كعب، كيف تجد نعتي؟ قال: أجد نعتك قرن حديد. قال: وما قرن حديد؟ قال: لا تخاف في الله لومة لائم؟ قال: ثم مه؟ قال: ثم يكون خليفة من بعدك تقتله أمته ظالمين له. قال: ثم مه؟ قال: ثم يقع البلاء بعد.