قال أبو عبد الله محمد بن أحمد الكسائي المقرىء: قال: كنت جالساً عند أبي بكر بن أبي عاصم وعنده قوم فقال رجل: أيها القاضي، بلغنا أن ثلاثة نفر كانوا بالبادية يقلبون الرمل فقال أحدهم: اللهم إنك قادر على أن تطعمنا خبيصاً على لون هذا الرمل فإذا هم بأعرابي بيده طبق فسلم عليهم ووضع بين أيديهم طبقاً عليه خبيص حار فقال ابن أبي عاصم: قد كان ذاك. قال أبو عبد الله: وكان الثلاثة، عثمان بن صخر الزاهد أستاذ أبي تراب، وأبو تراب، وأحمد بن عمرو بن أبي عاصم وكان هو الذي دعا.
كان أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل يقول: لا أحب أن يحضر مجلسي مبتدع ولا طعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء، ولا منحرف عن الشافعي ولا عن أصحاب الحديث.
كان أحمد بن عمرو بن أبي عاصم فقيهاً ظاهري المذهب، ولي القضاء بأصبهان ثلاث عشرة سنة بعد وفاة صالح بن أحمد. وتوفي أحمد بن عمرو بن أبي عاصم بأصبهان في ربيع الآخر سنة سبع وثمانين ومئتين.
قال أبو عبد الله الكسائي: رأيت ابن أبي عاصم فيما يرى النائم كأنه جالس في المسجد الجامع عند الباب، وهو يصلي من قعود، فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي فقلت: أنت أحمد بن عمرو؟ قال: نعم، قلت: ما فعل الله بك؟ قال: يؤنسني ربي، قلت: يؤنسك ربك؟؟! قال: نعم فشهقت شهقة فانتبهت.
[أحمد بن عمير بن يوسف]
ابن موسى بن جوصا أبو الحسن الحافظ مولى بني هاشم ويقال: مولى محمد بن صالح بن بيهس الكلابي. شيخ الشام في وقته. رحل وصنف وذاكر وروى.