قال جبير بن نفير: دخلنا على عبد الله بن عمر نسأله ونسمع منه، فقال لنا: إن الله بعث محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيراً ونذيراً، فاتبعته ناصية من الناس. كان الرجل يخرج من بين أبويه فيبايعه، فقاتلوا على الدين حتى أمن الله الناس، وحتى لزموا كلمة الحق. فلما مات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تشايع الناس وتحزبوا، فقامت تلك الناصية، فقاتلوا الناس حتى ردوا الناس إلى كلمة الإسلام، وحتى قالوا: لا إله إلا الله وإن نبيكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حق. فلما اجتمعوا انطلق تلك الناصية براية محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعهم الشرائع التي جاء بها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والهجرة، مهاجرين حتى نزلوا الشام وتركوا الناس أعراباً. فمن رآهم فلم يتعلم من هديهم وينتهي إليه، وعمي عنه ثم ابتغاه من الأعراب فهو أقل علماً وأشد عمى.
وعن الزهري قال: قالت عائشة: يا أهل العراق، أهل الشام خير منكم، خرج إليهم نفر من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثير، فحدثونا بما نعرف، وخرج إليكم نفر من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قليل فحدثتمونا بما نعرف وما لا نعرف.
قال: وقال الزهري: إذا سمعت بالحديث العراقي فاردد به، ثم اردده.
وقال البيهقي: فأرود به، ثم أرود به. وهو الصواب.
قال الوليد بن مسلم: دخلت الشام عشرة آلاف عين رأت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.