فربما غلبه الحديث فيقول أحدهم: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فينزع القضيب فيعلوه به ويقول له: أين أنت لا أم لك من الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! حدث عثمان بن عبد الرحمن عن أخيه قال: قال: أصيب أبوك عبد الرحمن مع ابن الزبير فدفن في مسجد الكعبة، ثم أمر الخيل على قبره كيلا يرى أثره. وقيل: إنه دفن بالحزورة. فلما زيد في المسجد دخل قبره في المسجد الحرام.
[عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم]
ابن معروف بن حبيب بن أبان بن إسماعيل أبو محمد بن أبي نصر التميمي العدل حدث أبو محمد بن أبي نصر عن أبي اسحاق ابراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت بسنده إلى معاذ قال: كنت ردف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا معاذ، ألا تسألني إذا خلوت معي؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: يا معاذ، هل تدري ما حق الله على العباد؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئاً، قال: فهل تدري ما حق العبادعلى الله إذا فعلوا ذلك؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: يدخلهم الجنة.
ولد أبو محمد في رمضان، سنة سبع وعشرين وثلاث مئة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة عشرين وأربع مئة. ولم تر جنازة أعظم من جنازته. كان بين يديه جماعة من أصحاب الحديث يهللون ويكبرون ويظهرون السنة. وحضر جنازته جميع أهل البلد حتى اليهود والنصارى، ولم يوجد شيخ مثله زهداً وورعاً وعبادة ورئاسة، وكان ثقة، عدلاً، مأموناً، رضىً، وكان يلقب بأبي محمد بن أبي نصر العفيف.