البارحة، وللخلوة نحلة، فأعطيه نحلته. فأخبرها فقالت للأعرابي: ما قصتك؟ فقص عليها القصة، فأعطته وأوقرت راحلته ثياباً وغير ذلك وقالت له: لا تقيمن في هذه البلاد، فإن رآك أحد بها نكلت بك، وخافت أن يقيم، فكلما ذكره معاوية دعاه وذكر له ما كان. ثم قال لغلام: انطلق فاحمله على الراحلة وما معه، ثم انخس به حتى تخرجه من هذه الأرض. فانطلق الأعرابي وقد أصاب حاجته.
[مولى لشقيق أو ابن شقيق]
من أهل البصرة. كان بين شقيق بن عبد الله وبين عبد الله بن شقيق حس فأخذ له زياد ساجاً بثلاثين ألف درهم، فبعث شقيق غلاماً إلى معاوية وقال: إن أتيتني منه بكتاب فأنت حر. فبلغ ذلك زياداً، فأخذ بالرصد، فقطع النهر بالسباحة، وأتى معاوية، فأخذ منه كتاباً إلى زياد برد ذلك المال، وكان زياد بالكوفة، وخليفته سمرة بن جندب على البصرة، فلما قدم على زياد كتب له إلى سمرة فقال: أصلحك الله عتقت مرتين، ولم أعتق. قال: وكيف ذلك؟ قال: اعتقني يا مولاي، وأعتقني أمير المؤمنين، وأقدم على سمرة فيقتلني. قال: أما والله إن كنت لأرجو أن أشتفي منك. قال: فكتب إلى سمرة. فلما قدم إلى زياد خيره شقيق أو ابن شقيق بين ثلاثين ألفاً وبين آنية من الفضة، فاختار الآنية. قال: فقدم تجار من دارين فباعهم إياها بالعشرة ثلاثة عشر، ثم لقي أبا بكرة فقال: ألم تر كيف غبنتهم؟ قال: وكيف؟ فذكر ذلك له. قال: أقسمت لتردنها. فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهى عن مثل هذا.