قنسريني، له صحبة، وفد إلى معاوية. حدث خالد بن معدان قال: وفد المقدام بن معدي كرب، وعمرو بن الأسود، ورجل من بني الأسد من قنسرين من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على معاوية، فقال معاوية للمقدام: أما علمت أن الحسن بن علي توفي؟ قال: فاسترجع المقدام. فقال له معاوية: أتراها مصيبة؟ قال: ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجره فقال: هذا مني وحسين من علي؟ فقال للأسدي: ما تقول أنت؟ قال: جمرة أطفأها الله. فقال المقدام: أما أنا فلا أبرح اليوم حتى أغيظك وأسمعك ما تكره، ثم قال: إن أنا صدقت فصدقني، وإن أنا كذبت فكذبني. فقال: أفعل. فقال: أنشدك الله، هل سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن لبس الذهب؟ قال: نعم. قال: وأنشدك الله، هل تعلم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن لبس الحرير؟ قال: نعم. قال: أنشدك الله، هل تعلم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن جلود السباع والركوب عليها؟ قال: نعم. قال: فوالله، لقد رأيت هذا كله في بيتك يا معاوية. فقال معاوية: قد عرفت أني لن أنجو منك اليوم. قال خالد: وأمر له معاوية بمال ولم يأمر لصاحبه، وفرض لابنه قال: ففرقها المقدام على أصحابه، ولم يعط الأسدي شيئاً مما أخذ، فبلغ ذلك معاوية، فقال: أما المقدام فرجل كريم بسط يديه، وأما الأسدي فرجل حسن الإمساك لنفسه.
[رجل من غسان]
له وفادة على سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قدم قوم من غسان على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رمضان سنة عشر المدينة، وهم ثلاثة، قالوا: فنزلنا دار رملة بنت الحارث، فإذا وفود العرب كلهم مصدقون بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلنا فيما بيننا: أترانا شر من يرى العرب؟ ثم أتينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلمنا وصدقنا وشهدنا أن