الطريق. فوكفت دموع معاوية على لحيته، ما يملِكها، وجعل ينشفها بكمه، وقد أختنق القوم بالبكاء، فقال: هكذا كان أبو الحسن رحمه الله، فكيف وجدك عليه يا ضرار؟ قال: وجَدُ من ذُبح أو حدُها في حجرها لا ترقأ دمعتها، ولا تسكن حسرتها. ثم قام فخرج.
زاد في حديث آخر بمعناه قال: فقال معاوية: لكن أصحابي لو سئلوا عني بعد موتي ما أخبروا بشيء مثلِ هذا.
[ضمرة بن ربيعة]
أبو عبد الله القرشي من أهل دمشق. نزل الرملة. وهو مولى علي بن أبي حَمَلة، وهو مولى آل عتبة بن ربيعة. وقيل مولى غيره.
حدث عن ميسرة بن معبد عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما اجتمع ثلاثة في حضر أو بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان ".
وحدث عن الأوزاعي بسنده عن أبي ثعلبة الخشني أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" كُلْ ما ردَّت عليك قوسك ".
وحدث ضمرة عن سفيان بسنده عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" من ملك ذا رحم فهو حرّ ".
وأنكر أحمد هذا الحديث. وكان ضمرة من الثقات المأمونين. رجل صالح، مليح الحديث. لم يكن بالشام رجل يشبهه.
توفي ضمرة بن ربيعة بالرملة سنة اثنتين وثمانين ومئة. وقيل: سنة اثنتين ومئتين.