حدث بصيدا سنة خمس وسبعين وثلاث مئة قال: روي لنا أن عصام بن المصطلق قال: دخلت الكوفة، فأتيت المسجد، فرأيت الحسين بن علي عليه السلام جالساً فيه، فأعجبني سمته ورؤاه، فقلت: أنت ابن أبي طالب؟ قال: أجل، فأثار مني الحسد ما كنت أجنّه له ولأبيه، فقلت: فيك وبأبيك وبالغت في سبهما، ولم أكنّ، فنظر إليّ نظر عاطف رؤوف، وقال: أمن أهل الشام أنت؟ فقلت: أجل، شنشنةٌ أعرفها من أخزم فتبيّن فيّ الندم على ما فرط مني إليه فقال:" لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم " انبسط إلينا في حوائجك لدينا تجدنا عند حسن ظنك بنا، فلم أبرح وعلى وجه الأرض أحبّ إلي منه ومن أبيه، وقلت:" الله أعلم حيث يجعل رسالته ". ثم أنشأت أقول: الطويل
ألم تر أنّ الحلم زينٌ لأهله ... ولا سيما إن زان حلمك منصب
سليل رسول الله يقتصّ هديه ... عليه خباء المكرمات مطنّب
قريب من الحسنى بعيدٌ من الخنا ... صفوحٌ إذا استتبعته فهو معتب
فقل لمسامي الشمس أنى تنالها ... تأمّل سناها وانظرن كيف تغرب
[علي بن محمد أبو الحسن الحمصي]
حدث عن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي بسنده إلى أبي هريرة وزيد بن خالد أنهما أخبراه أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال أحدهما: يا رسول الله، اقض بيننا بكتاب الله، وقال الآخر وكان أفقههما: أجل يا رسول الله، فاقض بيننا بكتاب الله،