الحصيب بلواء أسامة معقوداَ، حتى أتى باب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغرزه عنده، فلما بويع أبو بكر أمر بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة، ولا يحله أبداً حتى يغزو بهم أسامة. قال بريدة: فخرجت باللواء حتى أتيت به بيت أسامة، ثم خرجت به إلى الشام معقوداً مع أسامة، ثم رجعت به إلى بيت أسامة، فما زال معقوداً في بيت أسامة حتى توفي أسامة.
فلما بلغ العرب وفاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وارتد من ارتد منها عن الإسلام قال أبو بكر لأسامة: انفذ في وجهك الذي وجهك فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخذ الناس بالخروج معه، ومشى أبو بكر إلى أسامة في بيته فكلمه في أن يترك عمر، ففعل أسامة ورجع يقول له: أذنت ونفسك طيبة؟ فقال أسامة: نعم، وأرسل إلى النفر من المهاجرين الذين كانوا تكلموا في إمارة أسامة فغلظ عليهم، فأخذهم بالخروج فلم يتخلف عن البعث إنسان واحد، وهم ثلاثة آلاف رجل وفيهم ألف فرس، وذكر الحديث.
قتل سلمة بن أسلم يوم جسر أبي عبيد سنة أربع عشرة، وهو ابن ثلاث وستين في أول خلافة عمر بن الخطاب.
وقيد أبو عبد الله الصوري: حريس بالسين المهملة، وقال غيره: حريش بالشين المعجمة.
وقيل: قتل على رأس خمس عشرة سنة.
[سلمة بن بشر بن صيفي أبو بشر]
حدث سلمة بن بشر عن مسلمة بن علي بسنده عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دخلت الجنة فرأيت على بابها: الصدقة بعشرة، والقرض بثمانية عشر. فقلت: يا جبريل، كيف صارت الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر؟ قال: لأن الصدقة تقع بيد الغني والفقير، والقرض لا يقع إلا في يد من يحتاج إليه.
وحدث سلمة بن بشر أيضاً عن البختري بن عبيد بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا أعطيتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها. قيل: يا رسول الله، وما ثوابها؟ قال: تقولون: اللهم اجعلها مغنماً، ولا تجعلها مغرماً "