شهد صفين وحدث قال: شهدت صفين، فإنا على صفوفنا وقد حُلنا بين أهل العراق وبين الماء، فأتانا فارس مقنع بالحديد، فأقبل حتى وقف، ثم حسر عن رأسه، فإذا هو الأشعث بن قيس، فقال: الله الله يا معاوية في أمة محمد، قال معاوية: ما الذي تريد؟ قال: نريد أن تخلّوا بيننا وبين الماء، فقال معاوية لأبي الأعور عمرو بن سفيان: يا أبا عبد الله خلّ بين إخواننا وبين الماء، فقال أبو الأعور لمعاوية: كلا والله يا أم عبد الله لا نخلي بينهم وبين الماء فعزم عليه معاوية حتى خلى بينهم وبين الماء، قال: فلم يلبثوا بعد ذلك إلا قليلاً حتى كان الصلح بينهم.
[سليم مولى بني عذرة]
سمع كعب الأحبار يقول: إذا نزلت الروم عمق الأعماق بأنطاكية، فمن لم ينصر المسلمين يومئذ فليس هو على شيء.
[سليم مولى زياد]
وفد على معاوية، وقال له معاوية، وكان به معجباً: أخبرني يا سليم عني وعن زياد، فإن لك بالرجال علماً، قال: يا أمير المؤمنين، لك الفضل، قال: عزمت عليك لتخبرني، قال: أما إذ عزمت علي فإني إذا كنت عنده يعني زياد فرأيت موارد أموره ومصادرها قالت: هذا أحزم العرب وإذا قدمت عليك، فرأيت موارد أمورك ومصادرها قلت: هذا أحزم العرب، وأحزمكما عندي الذي أكون عنده، قال: كرهت يا سليم أن تفضل أحدنا على صاحبه، وسأخبرك عني وعن زياد وعما بيننا: إني أطلب الأمر مجاملة، فإن لم أظفر به لم يُعلم بما فاتني، وإن زياداً يطلبه مغالبة فيُعلم خيبته وظفره.