البجلي الدهني الكوفي ولي عزرة حلوان في خلافة عمر، وغزا شهرزور منها فلم يفتحها، حتى افتتحها عبتة بن فرقد.
حدث عزرة بن قيس، قال: قال خالد بن الوليد: كتب إليّ أمير المؤمنين حين ألقى الشام بوانيه وصار بثنيّةً وعسلاً أن: سر إلى أرض الهند، والهند يومئذ في أنفسنا البصرة، وأنا لذلك كاره، فقال رجل: اتق الله يا أبا سليمان، فإن الفتن قد ظهرت، فقال: أما وابن الخطاب حي فلا، إنها تكون بعده، والناس بذي بليّان أوف ي ذي بليّان بمكان كذا وكذا، فلينظر الرجل. فيتفكر هل يجد مكاناً لم ينزل به ما نزل بمكانه الذي هو فيه من الفتنة والشر، فلا يجد، أولئك الأيام التي ذكر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين يدي الساعة، أيام الهرج. فنعوذ بالله أن تدركني وإياكم أولئك الأيام.
قال الواقدي: وهذا لا يعرف عندنا أن عمر بعثه إلى الشام، ولا أراد أن يبعثه إلى الهند، إنما بعثه أبو بكر إلى أرض العراق، واستمد أهلا لشام أبا بكر بالرجال فكتب إلى خالد أن يسير مدداً إلى جند الشام، وكان من ولاية أبي بكر حين توفي، ثم عزله عمر.
قوله: ألقى الشام بوانيه هو مثل، يقال للإنسان إذا اطمأن بالمكان واجتمع له أمره: قد ألقى بوانيه، وكذلك يقال: ألقى أوراقه، وألقى عصاه.