فلما كان بعد ذلك بليال، خرج أهل الحاضرة يتمشون، وفيهم أبو براء عامر بن مالك، فتخلفت، وعرفت أن جواري الحين سيبرزن، فبرزن، وخرج بنات عامر يتحدثن.
قال: فإني لفي كسر البيت إذ قالت لهن أمهن: أيتكن خطبة الملك؟ فقالت أم سهم: أنا والله خطبة الملك، أنا جامعة الشمل، بينة الفضل، زوجة الكهل، أكف روعه، وأكون شبعه، وأعطيه طوعه.
قالت دحاحة: لكنني، والله، ما أنا له بخطبة، لا محبّة ولا محبّة، ولابن عمٍ ينصفني أحبّ إلي من ملك يعسفني.
[علقمة بن رمثة البلوي]
من أصحب سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ممن بايع تحت الشجرة، سكن مصر.
وقيل: إنه قدم دمشق مع عمرو بن العاص.
قال علقمة بن رمثة:
بعث النبي صلّى الله عليه وسلّم عمرو بن العاص إلى البحرين، وخرج النبي صلّى الله عليه وسلّم في سريّة، وخرجنا معه، فنعس النبي صلّى الله عليه وسلّم، فاستيقظ، فقال:" يرحم الله عمراً "، قال: فتذاكرنا كلّ إنسان اسمه عمرو، ثم نعس فاستيقظ، فقال مثلها، ثم نعس، فاستيقظ فقال مثلها؛ فقلنا: من عمرو يا رسول الله؟ قال:" عمرو بن العاص "، قالوا: وما باله؟ قال:" ذكرته إني كنت إذ ناديت الناس إلى الصدقة جاء من الصدقة فأجزل، فأقول: من أين لك هذا يا عمرو؟ فيقول: من عند الله، وصدق عمرو، إن لعمرو عند الله خيراً كثيراً ".