وقد تقدم ذلك في ترجمة أبي عبيد محمد بن حسان البسري.
قال أبو زرعة الجنبي: مكرت بي امرأة قالت: ألا تدخل الدار فتعود مريضاً؟ وفي رواية: ادخل، فشل معي هذا الزبيل فلما دخلت أغلقت الباب، ولم أر أحداً، فعلمت قصدها، فقلت: اللهم سودها، فاسودت، فتحيرت، وفتحت الباب، فخرجت، وقلت: اللهم ردها إلى حالها، فرجعت إلى ما كانت.
[أبو زكار الزاهد]
من أهل حوران.
ذكره أبو أحمد عبد الله بن بكر الطبراني في كتاب: أخبار الأولياء، وذكر أنه كان من أفاضل القوم، وأحسنهم إشارةً، وله حالة مع الله جليلة، رفيعة، ظاهرة البركات.
قال أحمد الهلالي، قال لي ولد أبي زكار: أقام أبي خمس عشرة سنة لازماً البيت، وكنا إذا قلنا له: قد فرغنا من الزرع، أو من الحصاد، أو من الدرس، أو نريد سفراً يقول: يا بني، لا تخبروني بشيء من أموركم، فتشغلوا قلبي.
وحدث أبو بكر الهلالي، عن بعض شيوخه قال: كان أبو زكار بدمشق، فوافاه قوم من أهل قريته، فشكوا إليه شدة العطش في نفوسهم، وبهائمهم، فدعا لهم عند العصر، وعادوا إلى قريتهم، فقيل لهم: في ساعة الدعاء على ما حدثوهم ثارت سحابة، فمطروا مطراً عظيماً، امتلأت منه الجباب والأودية.