واسم الأعور الحارث، الحارثي شاعر من أهل البصرة. وقد وفد على عمر بن الخطاب، وكان من أصحاب عليّ، شهد معه الجمل وصفين، ووفد على معاوية بن أبي سفيان.
جلس معاوية ذات يوم، بين يديه السماطا (ن، فدخل الناس وأشراف العرب، ودخل فيمن دخل شريك بن الأعور الحارثي وافداً، فلما أن اطمأن به مجلسه نظر إليه معاوية فقال: ما اسمك؟ قال: شريك، فقال معاوية: ما لله من شريك، وإنك لأعور، الصحيح خير من الأعور، وإنك لدميم والجميل خير من الدميم، فبم سدت قومك؟ فقال له شريك: والله لقد أحميت أنفي ولا بد من إجابتك، فوالله إنك لمعاوية، وما معاوية إلا كلبة عوت فاستعوت، وإنك لابن صخر، والسهل خير من الصخر، وإنك لابن حرب، السلم خير من الحرب، وإنك لابن أمية وما أمية إلا أمة صغرت فاستصغرت، فبم سدت قومك؟ فقال: يا غلام، أقمه، فقام شريك وأنشأ يقول: من الوافر
أيشتمني معاوية بن صخر ... وسيفي صارم ومعي لساني
وحولي من ذوي يمن ليوث ... ضراغمة تهش إلى الطعان
تعيرني الدمامة من سفاه ... وربات الحجال من الغواني
ذوات الدلّ في خيرات عصب ... يحيون الهجان مع الحسان
فلا تبسط لسانك يا بن حرب ... علينا إذا بلغت مدى الأماني
متى ما تدع قومك أدع قومي ... وتخف الأسنة بالطعان
يجيبني (ُ كلّ غطريف شجاع ... كريم قد توشح باليماني
فإن تك للشقاء لنا أميراً ... فإنا لا نقرّ على الهوان
وإن تك أمية في ذراها ... فإني في ذوي عبد المدان
توفي شريك بالكوفة قبل مقتل الحسين بن علي عليهما السلام بيسير.