قال الخيار: كنت في مجلس فجاءنا عمر بن عبد العزيز قال: وذلك قبل أن يستخلف فقعد ولم يسلم، قال: فذكر، فقام فسلم ثم قعد.
روي أن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز أتى إلى أبيه وهو خليفة يستكسي أباه فقال: يا أبه اكسني، فقال: اذهب إلى الخيار بن رياح البصري، فإن عنده ثياباً فخذ منها ما بدا لك. قال: فذهب إلى الخيار بن رياح فقال: إني استكسيت أبي فأرسلني إليك وقال: إن لي عند الخيار ثياباً، فقال: صدق أمير المؤمنين؛ فأخرج إليه ثياباً سنبلانيةً أو قطرية، فقال: هذا مالأمير المؤمنين عندي فخذ منها ما بدا لك. قال عبد الله بن عمر: ما هذا من ثيابي ولا من ثياب قومي فقال: هذا مالأمير المؤمنين عندي. فرجع عبد الله بن عمر إلى أبيه عمر بن عبد العزيز فقال: يا أبتاه، استكسيتك فأرسلتني إلى الخيار بن رياح، فأخرج لي ثياباً ليست من ثيابي ولا من ثياب قومي، قال: فذاك ما لنا عند الرجل؛ فانصرف عبد الله بن عمر، حتى إذا كاد أن يخرج ناداه فقال: هل لك أن أسلفك من عطائك مئة درهم؟ قال: نعم يا أبتاه؛ فأسلفه مئة درهم. فلما خرج عطاؤه حوسب بها فأخذت منه.