أبو هارون الليثي عن كلاب بن أمية قال: قدم علينا واثلة بن الأسقع، فنزل دار أم خالد بنت هاشم، فأتيناه نسلم عليه، فقال له بعضنا: حدثنا - رحمك الله - بحديث سمعته من حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليس فيه زيادة، ولا نقصان، قال: فغضب حتى عرفنا الغضب في وجهه، ثم قال: إن مصحف أحدكم ليكون عند رأسه، فينظر فيه كل يوم، وهو يزيد وينقص، تسألوننا أن نحدثكم بحديث قد أتى له كذا وكذا، لا زيادة، ولا نقصان؟! قال: فلما سري عنه الغضب قال: شهدت نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأتاه نفر من بني سليم، فقالوا: يا رسول الله، إن صاحبنا لنا قد أوجب، فقال:" مروه فليعتق رقبة يفك الله بكل عضو منها عضو منه من النار ".
عن الحسن قال:
بغث زياد كلاب بن أمية الليثي على الأبلة، فمر به عثمان بن أبي العاص، فقال: يا أبا هارون، ما يجلسك هنا. قال: بعثني هذا على الأبلة، فقال: ألا أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول:" إن داود كان يوقظ أهله ساعة من الليل، يقول: يا آل داود، قوموا، فصلوا،؛ فإن هذه الساعة يستجاب فيها الدعاء إلا لساحر أو عشار ". قال: فدعا بسفينة فركبها، ثم رجع إلى زياد، فقال، ابعث على عملك من شئت.