عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو لم يكن لابن آدم إلا الصحة والسلامة لكفاه بهما داءً قاتلاً.
قال الهيثم: فأخذ حميد بن ثور الهلالي فقال: من الطويل
أرى بصري قد رابني بعد صحّةٍ ... وحسبك داءً أن تصحّ وتسلما
ولن يلبث العصران يوماً وليلةً ... إذا اختلفا أن يدركا ما تيمّما
[حميد بن حريث بن بحدل الكلبي]
من وجوه أهل دمشق وفرسان قحطان، وولي شرطة يزيد بن معاوية.
قال عوانة:
دخل رجل من أهل الشام على عبد الملك فقال له: يا أمير المؤمنين إني قد تزوجت امرأة، وزوجت ابني أمها، ولا غنى بي عن رفدك، فقال له: إن أخبرتني بقرابة ما بين ولديكما فعلت ما تريد. فقال: يا أمير المؤمنين هذا حاجبك حميد بن بحدل، قد قلدته سيفك وحجابك، فسله عنها، فإن أصاب كان حرماني بحجة، وإن أخطأ اتسع العذر لي.
فدعا به، فسأله عن ذلك فقال: يا أمير المؤمنين: إنك لم تقدمني على علم بالأنساب ولا لتصرف في الآداب، وإنما قدمتني لضربي بالسيف وطعني بالرماح: ابن الأب عم ابن الابن، وابن الابن خال ابن الأب، وأنا أسأل أمير المؤمنين أن يصل هذا الرجل بما أمله عنده، فضحك واسترجحه. ووصل الرجل.
قال عوانة: لم يؤيد الملك بمثل كلب، ولم تعل المنابر بمثل قريش، ولم يطلب التراث بمثل تميم،