ولد سنة أربعٍ وثمانين وثلاث مئة، وتوفي محمد بن مكي سنة إحدى وستين وأربع مئة.
[محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام]
أبو زيد القرشي الأسدي قدم على عبد الملك بن مروان بعد مقتل عبد الله بن الزبير يطلب في ماله، وكان قبض مع ما قبض من أموال ابن الزبير، فأمر له بالكتاب في رده، وذكر ابن الزبير في الكتاب فقال: ما أصل، عن الكذاب فقال محمد: ليس مثلي يحمل شتم عمه؛ فأمر عبد الملك بمحو ذلك عنه.
ولما دخل محمد بن المنذر على عبد الملك قال له يحيى بن الحكم: من صاحب يوم كذا؟ قال: أنا؛ فقال: من صاحب وقعة كذا؟ قال: أنا؛ قال: من صاحب وقعة كذا؟ قال: أنا؛ حتى عدد وقعاتٍ كل ذلك يقول محمد بن المنذر: أنا؛ قال يحيى: يا أمير المؤمنين، هذا الذي فعل بنا الأفاعيل؛ فقال محمد لعبد الملك: ردوا علي سيفي، وخذوا أمانكم، فلا حاجة لي به؛ قال عبد الملك: لا نفعل.
وكان محمد بن المنذر يعدل بكثيرٍ من أعمامه أعيان بني الزبير مروءةً وشجاعةً ولساناً وجلداً.
وكان محمد بن المنذر مع عبد الله بن الزبير بعد مقتل أبيه المنذر،