عن أبي مويهبة مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: رجع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة بعدما قضى حجة التمام، فتحلل به السير وضرب على الناس بعثاً، وأمر عليهم أسامة بن زيد، وأمره أن يوطئ آبل الزيت من مشارف الشام بالأردن، فقال المنافقون في ذلك، ورد عليهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنه لخليق لها، أي حقيق بالإمارة، ولئن قلتم فيه لقد قلتم في أبيه من قبله وإن كان لها لخليقاً. وطارت الأخبار لتحلل السير بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد اشتكى، ووثب الأسود باليمن ومسيلمة باليمامة. وجاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخبر عنهما، ثم وثب طليحة في بلاد بني أسد بعدما أفاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثم اشتكى في المحرم وجعه الذي توفاه جل وعز فيه.
وعن ابن عباس قال:
كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد ضرب بعث أسامة ولم يستتب لوجع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولخلع مسيلمة والأسود، وقد أكثر المنافقون في تأمير أسامة حتى بلغ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخرج عاصباً رأسه من الصداع، لذلك من الشأن، ولبشارة أريها في بيت عائشة. وقال: إني أريت البارحة فيما يرى النائم في عضدي سوارين من ذهب فكرهتهما فنفختهما فطارا. فأولتهما هذين الكذابين صاحب اليمامة، وصاحب اليمن، وقد بلغني أن أقواماً يقولون في إمرة أسامة، ولعمري لئن قالوا في إمارته لقد قالوا في إمارة أبيه من قبله، وإن كان أبوه لخليقاً لها، وإنه لهها لخليق، فأنفذوا بعث أسامة. وقال: لعن الله الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد.