فخرج أسامة فضرب بالجرف، وأنشأ الناس في العسكرة، ونجم طليحة، وتمهل الناس. وثقل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يستتم الأمر. انتظر أولهم آخرهم حتى توفي الله عز وجل نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن أسامة بن زيد أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان وجهه وجهاً، فقبض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يتوجه في ذلك الوجه.
ثم استخلف أبو بكر، فقال بأبو بكر لأسامة: ما الذي عهد إليك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: عهد إلي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أغير على أبنى صباحاً وأحرق.
وعن الحسن بن أبي الحسن قال: ضرب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثاً قبل وفاته على أهل المدينة ومن حولهم، وفيهم عمر بن الخطاب، وأمر عليهم أسامة بن زيد. فلم يجاوز أخرهم الخندق حتى قبض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوقف أسامة بالناس ثم قال لعمر: ارجع إلى خليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستأذنه يأذن لي فأرجع بالناس فإن فعي وجوه الناس وحدهم، ولا آمن على خليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وثقل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأثقال المسلمين أن تيخطفهم المشركون. وقالت الأنصار: فإن أبى إلا أن تمضي فأبلغه عنا، واطلب إليه أن يولي أمرنا رجلاً أقدم سناً من أسامة. فخرج عمر بأمر أسامة فأتى أبا بكر فأخبره بما قال أسامة. فقال أبو بكر: لو اختطفتني الكلاب والذئاب لم أرد قضاء قضاه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فإن الأنصار أمروني أن أبلغك أنهم يطلبون إليك أن تولي أمرهم رجلاً أقدم سناً من أسامة. فوثب أبو بكر وكان جالساً فأخذ بلحية عمر وقال: ثكلتك أمك وعدمتك يا بن الخطاب، استعمله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتأمرني أن أنزعه؟! فخرج عمر إلى الناس فقالوا له: ما صنعت؟ فقال: امضوا ثكلتكم أمهاتكم ما لقيت فقي سببكم اليوم من خليفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثم خرج أبو بكر حتى أتاهم فأشخصهم وشيعهم وهو ماش وأسامة راكب. وعبد الرحمن بن عوف يقود دابة أبي بكر، فقال له