الرحمن فقال:" الحق من ربك فلا تكونن من الممترين " فقال: " ستجدني إن شاء الله من الصابرين " وطعن معاذ في ظهر كفه فجعل يقبله ويقول: هي أحب إلي من حمر النعم، فإذا سُري عنه قال: رب غم غمك فإنك تعلم أني أحبك. ورأى رجلاً يبكي عنده يقال له عميرة فقال: ما يبكيك؟ قال: ما أبكي على دنيا كنت أصبتها منك ولكنني أبكي على العلم الذي كنت أصبته منك. قال: فلا تبك فإن إبراهيم كان في الأرض وليس بها عالم فأتاه الله علماً، فإذا أنا مت فاطلب العلم عند أربعة: عبد الله بن مسعود وعبد الله بن سلام وسلمان وعويمر أبي الدرداء.
وفي حديث آخر:
فقام شرحبيل بن حسنة وهو أحد الغوث فقال: والله لقد أسلمت وإن أميركم هذا أضل من جمل أهله، فانظروا ما يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا وقع بأرض وأنت بها فلا تهربوا فإن الموت في أعناقكم، وإذا كان بأرض فلا تدخلوها فإنه يحرف القلوب ".
[شرحبيل بن محمد الداراني]
حدث عن محمد بن عثمان بن مرة الداراني عن أبيه عن جده أن أبا مسلم الخولاني حضره العيد فقالت له امرأته نائلة: يا أبا مسلم، لو أنك أتيت معاوية فسألته أن يبعث لنا سكراً وجوزاً ويبعث لنا كذا وكذا، وكان أبو مسلم يدلج من داريا فيصلي في مسجد دمشق، فكان ربما يجيء إلى الباب قبل أن يفتحه المؤذنون فينفتح له الباب فيعلم المؤذنون أن أبا مسلم قد دخل، وأن معاوية بعث رجلاً فقال: اذهب حتى تقف خلف أبي مسلم حتى تسمع ما يقول. فلما أن دخل أبو مسلم المسجد وقف مقامه الذي كان يقف فيه فقال: اللهم، إن نائلة سألتني أن أسأل معاوية كذا وكذا وإني لا أسأله، ولكني أسألك إياه من خزائنك، فذهب الرجل فأخبر معاوية فأرسل له كل ما ذكر من لجوز وغيره. فلما انصرف أبو مسلم إلى منزله لقيته نائلة فقالت له: قد جاءنا كذا وكذا وجاءنا كذا، ولكنك ليس تطيعني، فحمد الله على ذلك ولم يخبرها.