حدث مكحول قال: لما كان يوم بدر قاتلت طائفة من المسلمين، وثبتت طائفة عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فجاءت الطائفة التي قاتلت بالأسلاب وأشياء أصابوها، فقسمت الغنيمة بينهم، ولم تقسم للطائفة التي لم تقاتل، فقالت الطائفة التي لم تقاتل: اقسموا لنا فأبت، وكان بينهم في ذلك كلام، فأنزل الله عز وجل:" يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم "، فكان صلاح ذات بينهم أن ردوا الذي كانوا أعطوا ما كانوا أخذوا.
قال مكحول: حدثني بهذا الحديث الحجاج بن سهيل النصري، فما منعني أن أسأله عن إسناده إلا هيبته.
[الحجاج بن علاط بن خالد بن ثويرة]
ابن جسر بن هلال بن عبد بن ظفر بن سعد بن عمرو بن تيم بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة ابن سليم أبو كلاب ويقال أبو محمد ويقال أبو عبد الله السلمي ثم البهزي له صحبة، وأسلم عام خيبر.
عن أنس قال: لما افتتح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر قال الحجاج بن علاط: يا رسول الله: إن لي بمكة مالاً، وإن لي بها أهلاً، وإني أريد أن آتيهم، أفأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئاً؟ فأذن له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقول ما شاء. فأتى امرأته حين قدم فقال: اجمعي لي ما كان عندك، فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه، فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم. قال: وفشا ذلك بمكة فانقمع المسلمون، وأظهر المشركون فرحاً وسروراً، قال: