ويقال: ابن معن بن محمد بن نضلة بن عمرو أبو عبد الله الغفاري المدني وفد على عبد الملك بن مروان.
حدث عن أبيه معن بن نضلة أن نضلة لقي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمران ومعه شوائل له، فحلب لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إناءٍ، فشرب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم شرب من إناءٍ واحدٍ، ثم قال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق إن كنت لأشرب سبعةً فما أشبع وما أمتلئ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إن المؤمن يشرب في معىً واحدٍ، وإن الكافر يشرب في سبعة أمعاءٍ ".
وبه، قال: إن رجلاً من بني غفار أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " ما اسمك؟ " قال: مهان قال: " أنت مكرم ".
وإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى على البراء بن عازب بن معرورٍ بعدما قدم المدينة، فقال:" اللهم صل على البراء بن معرور، ولا تحجبه عنك يوم القيامة، وأدخله الجنة، وقد فعلت ".
وحدث عن جده، قال: لما طال مقامنا عند عبد الملك بن مروان، خرجت عشيةً، فإذا أنا براهبٍ في صومعته، فدنوت منه، فقلت: منذ كم أنت ها هنا؟ قال: ما عقلت إلا ها هنا؛ قلت: وهل نزلت منها قط؟ قال: لا، إلا مرةً؛ قلت: من أنزلك؟ قال: عبد الملك بن مروان سألني: من يكون بعدي؟ فقلت: يلي رجلان من ولدك؛ قال: ثم من؟ قلت: لا أدري؛ قال: لتقولن؛ فقلت: يلي رجلٌ وبه أثرٌ وبه أثر يحبه أهل السماء وأهل الأرض؛ فقال عبد الملك: لولا ما أعطيتك من الأمان لضربت عنقك.