توفي أبو محمد المراغي في رجب سنة ست وخمسين وثلاث مائة، وهو ابن نيف وثمانين سنة.
[جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض]
أبو بكر الفريابي القاضي قدم دمشق وسمع بها.
حدث عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي سنة ثمان وتسعين ومئتين، بسنده عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بشاة - يعني ميتة - فقال:" هلا استمتعتم بجلدها؟ قالوا: يا رسول الله، إنها ميتة، قال: إنما حرم أكلها ".
ورو عن صفوان ابن صالح بسنده عن فضالة بن عبيد الأنصاري قال: غزونا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوة تبوك، فجهد الناس جهداً شديداً، فشكوا إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما بظهرهم من الجهد، فتخير لهم مضيقاً سار الناس فيه، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:" مروا باسم الله ". فمروا، فجعل ينفخ بظهرهم وهو يقول:" اللهم احمل عليها في سبيلك، فإنك تحمل على القوي والضعيف، والرطب واليابس، في البر والبحر " قال: فما بلغنا المدينة حتى جعلت تنازعنا أزمتها. قال فضالة: فقلت هذه دعوة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على القوي والضعيف، فما بال الرطب واليابس؟ قال: فلما قدمنا الشام غزونا غزوة قبرس في البحر، ورأيت السفن وما تحمل فيها، عرفت دعوة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.