أن أعمامه خالداً وأبان وعمراً بني سعيد رجعوا من أعمالهم حين بلغهم وفاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال أبو بكر: ما أجد أحق بالعمل من عمال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ارجعوا إلى أعمالكم، فقال بنو أبي أحيحة: لا نعمل بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لغيره، فخرجوا إلى الشام فقتلوا جميعاً، وكان خالد على اليمن، وأبان على البحرين، وعمرو على تيماء. وخيبر قرى عربية، وكان الحكم بن سعيد يعلم الحكمة، فخرجوا إلى الشام. فما افتتحت كورة إلا وقد وجد عندها رجل من بني سعيد ميت، فقتلوا أربعتهم. وقتل سعيد بن سعيد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الطائف.
قالوا: وولد سعيد بن العاص أبو أحيحة ثمانية رجال لم يمت أحد منهم على فراشه، فقتل ثلاثة مع المشركين وخمسة مع المسلمين: قتل أحيحة يوم الفجار، والعاص بن سعيد وعبيدة بن سعيد يوم بدر، وقتل سعيد بن سعيد يوم الطائف، والحكم بن سعيد يوم اليمامة، وقتل خالد يوم مرج الصفر وهو القائل:
من فارس كره الكماة يعيرني ... رمحاً إذا نزلوا بمرج الصفر
وقتل أبان وعمرو يوم أجنادين. وقيل: قتل عمرو يوم فحل.
[عبد الله بن سعيد بن عبد الملك]
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية أبو صفوان الأموي.
أمه أم جميل بنت عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية. لحقت به بمكة حين قتل أبوه نهر أبي فطرس.