حدث عن أبي بكر الخطيب بسنده إلى ابن عباس: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم احتجم وأعطى الحجّام أجره، ولو كان خبيثاً لم يعطه.
ولد أبو الحسن سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة، وتوفي سنة ثلاثين وخمس مئة.
[علي بن أحمد أبو الحسن]
الماردائي الكاتب أصله من العراق، وكتب للطولونية بمصر، وقدم دمشق مع أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون.
قال أبو جعفر بن أحمد بن يوسف بن إبراهيم المعروف بابن الداية: كنت قائماً على باب دار أبي الحسن علي بن أحمد الماردائي منتظراً لركوبه مع جماعة من كان يقف له، وإلى جانبي ابن لأبي أيوب ابن أخت أبي الوزير، ويعرف بأبي مالك، وهو يشتكي إليّ أنه أعوزه علف دابته في أمسه، حتى خرج بعض غلمانه، فقال: أفيكم ابن أبي أيوب؟ فاستجاب له فأدخله، فخرج ومعه توقيعان أحدهما بدفع مئتي دينار إليه، والثاني بتقليده كورة إتريب وعين شمس.
وخرج أبو الحسن فافترقنا، وكان بناحيته رجل يعرف ببشر بن محمد، فالتقينا في الطريق، فشكرت صنيعه بأبي مالك، فقال له: خبرٌ عجيبٌ ما أحسبه تأدى إليك، قلت: وما هو؟ قال: رأى أبو الحسن البارحة كأن أبا أيوب لقيه، فقال: يا أبا الحسن أما تحتشم من غدوّ ابني عليك بغير سراويل؟! فانتبه.
فلما صلّى وعلم أن قاصديه قد تكاملوا ببابه طلبه، فأدخل إليه وهو خال، فسأله عن حاله، فشكا اختلالاً شديداً، فوضع أبو الحسن يده على خفه فأصعدها إلى رأس خفه، فوجه بغير سراويل، فأمر له بجائزة وتقليد، ولم يزل يتعاهده ببرّه إلى أن توفي.