تخرجون بنا نتفرج؟! فأخذ رداءه، فألقاه على الماء، وصلى عليه، ودفع إلي الرداء، ولم يصبه ماء، ثم قال: هذا عمل الشواء فأين عمل البقل؟ جاء رجل إلى المعلم ابن سيد حمدويه الدمشقي، فقال له: يا أبا بكر، بلغني عنك أن الخضر - عليه السلام - كثير الزيارة لك، فإن رأيت أن تريني إياه، فلعل الله أن ينفعني برؤيته، فقال المعلم: أفعل ذلك، فلما جاء الخضر إلى عند المعلم قال له المعلم ما قال له الرجل، فقال له الخضر: قل له يجلس في جامع دمشق عند خزانة الزيت، فأنا ألقاه - إن شاء الله - ثم جاء الرجل إلى المعلم، فأخبره بما قال له الخضر، فجاء الرجل، فجلس في الجامع عند خزانة الزيت، فلم ير لذلك أثراً، ثم جاء إلى ابن سيد حمدويه، فقال له: يا معلم، ما جاءني الخضر كما وعدتني! فقال له المعلم: الخضر قد جاء إلى عندي، وقال لي: أنه رآك جالساً عند خزانة الزيت في الجامع، وجلس عندك، وسل عليك، فقلت له: قم يا هذا إلى موضع غيره، ما وجدت في الجامع موضعاً غير هذا تجلس فيه! ما كنت بالذي أسلم على رجل يتكبر على الفقراء. فقال الرجل: يا معلم، قد كان هذا الحديث كله، وما أعود إلى مثل هذا. قال المعلم: ليس إلى هذا سبيل.
توفي المعلم ابن سيد حمدويه سنة ثلاثمائة، وقيل: سنة إحدى وثلاثمائة.
[محمد بن أحمد بن الضحاك]
ابن الفرج، أبو بكر الجدلي جديلة قيس.
إمام جامع دمشق.
روى عن هشام بن عمار بسنده إلى عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة.. " الحديث.