قالوا: فمر قيس بن هبيرة على نسوةٍ من نساء المسلمين مجتمعاتٍ، فلما رأينه قامت إليه أميمة بنت أبي بشر، وكانت تحب عبد الله بن قرط الثمالي، وكان فرس قيس أشبه شيء بفرس عبد الله بن قرط، وكان باده على الفرس شبيهاً بباده، فظنته زوجها، فقامت إليه فقالت: استمتع، بنفسي أنت.
فظن قيس أنها شبهته بزوجها، قال: أظنك شبهتني بعبد الله.
قالت: واسوأتاه! فانصرفت.
فقال: أيتها المرأة، وإياكن أعني أيضاً، قبح الله امرأة تضطجع لزوجها، وهذا عدوه قد حل بساحته يقاتله إذا أراد منها ذلك، فلتحث التراب في وجهه، ثم لتقل: اخرج فقاتل عني فإني لست بامرأتك حتى تمنعني، فلعمري ما يقرب النساء على مثل هذه الحال إلا فسلٌ من الرجال، ثم مضى، قال: تقول المرأة: واسوأتاه! هذا يظن أني ظننت أنه زوجي، فقمت إليه أتعرض له، إنما ظننت أنه ابن قرط، ولم يكن تعشى البارحة إلا عشاء خفيفاً، كان تعشى عنده رجلان من إخوانه، فكنت قد هيأت له غداءه، فأردت أن ينزل فيتغدى.
[أميمة بنت رقيقة]
وهي أميمة بنت عبد ويقال: عبد الله بن بجاد بن عمير بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، وأمها رقيقة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد، لها صحبة، وهي من المبايعات.
شهدت مؤته، وقدمت على معاوية دمشق، وروت عن سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث.
قالت أميمة بنت رقيقة: أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نسوة نبايعه، فقلنا: نبايعك يا رسول الله على أن لا نشرك بالله شيئاً، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيك في معروف، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" فيما استطعتن وأطقتن ".