فأعجبته، فأخذها بمئة ألف درهم، فلّما نهضت لتدخل أنشأت تقول: من الطويل
هنيئاً لك المال الذي قد أصبته ... ولم يبق في كفيّ إلاّ نفكّري
أقول لنفسي وهي في كرب عيشة: ... أقلّي فقد بان الحبيب أم اكثري
إذا لم يكن للأمر عندك حيلةً ... ولم تجدي بدّاً من الصّبر فاصبري
فأجابها مولاها:
ولولا قعود الدّهر بي عنك لم يكن ... يفرّقنا شيء سوى الموت فاعذرني
أؤوب بحزن من فراقك موجع ... أنا جي به قلباً طويل التّفكّر
عليك سلام لا زيادة بيننا ... ولا وصل إلاّ أن يشاء ابن معمر
قال اين معمر: خذ بيدها، فهي لك وثمنها. مات سنة اثنتين وثمانين.
عمر بن عطاء بن وهب الرّعينيّ
حكى عن مروان بن محمد الطّاطري، قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ما رأيت مؤذناً قطّ إلاّ معتوهاً، وقد كان لنا شيخ يؤذن على باب الفراديس، لا يؤذن المؤذنون حتى يؤذن هو لمعرفته بالوقت، فأذن المغرب في يوم غيم ثم انقشع يعني الغيم؛ ثم مرّ بسعيد بن عبد العزيز، فقال: كيف يا أبا محمد؟ قال: فقال لنا سعيد: هذا من ذاك.