للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدّث أبو الغرّاف، قال: لّما توجّه عمر بن عبيد الله إلى أبي فديك الشّاري امتدحه العجّاج فقال من الرجز

قد جبر الدّين الإله فجبر ... وعوّر الرّحمن من ولّى العور

يعني أميّة بن عبد الله بن خالد بن أسيد. وذاك أنه توجّه إلى أبي فديك فهزمه، فكتب في ذلك إلى عبد الملك بن مروان، فقال عبد الملك لعمر: أرأيتك لو كان بين عينيّ وتد أكنت تنزعه؟ قال: نعم، والله يا أمير المؤمنين. قال: فهذا أبو فديك وتد بين عينيّ. فقال: أعفني يا أمير المؤمنين. فلّما أبى عليه قال: ارفع إلينا ما جرى على يديك من خراج فارس. فأقرّ له بالخروج، فتلقاّه العجّاج وهو متوجّه إلى أبي فديك، فأنشده، فلّما قال:

هذا أوان الجدّ إذ جدّ عمر ... وصرّح ابن معمر لمن ذمر

قال عمر: لا قوّة إلاّ بالله. فلّما قال العجّاج:

لا قدح إن لم تور ناراً بهجر ... ذات سناً يوقدها من افتخر

قال عمر: توكلت على الله، ولن أدع جهداً. فلّما قال: شهادة فيها طهور من طهر فكان عمر تطيّر من ذلك، ثم قال: ما شاء الله.

عن ابن عائشة، عن أبيه، قال: كان لرجل من قيس عيلان جارية وكان بها معجباً ولها مكرماً، فأصابته حاجة وجهد، فقالت له: لو بعتني، فإن نلت طائلاً عدت به عليك. فعرض الرجل لعمر بن عبيد الله بن معمر التّيميّ القرشيّ ليبيعها إيّاه،

<<  <  ج: ص:  >  >>