حدّث عن موسى بن حكيم، قال: كتب ابن عامر إلى عثمان بن عفّان كتباً، فقدمت عليه وقد نزل به أولئك، فعمدت إلى الكتب فخيّطتها في ثيابي، ثم لبست لباس المرأة؛ فلم أزل حتى دخلت عليه، فجلست بين يديه، فجعلت أفتق ثيابي وهو ينظر، فدفعتها إليه، فقرأها، ثم أشرف على المسجد فإذا طلحة جالس في المسجد، فقال: يا طلحة. قال: يا لبيّك. قال: نشدتك بالله عزّ وجلّ، هل تعلم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" من يشتري قطعة فيزيدها في المسجد وله بها كذا وكذا " فاشتريتها من مالي؟ فقال طلحة: اللهم نعم. فقال: أنتم فيه آمنون وأنا خائف!. ثم قال: يا طلحة. قال: لبيّك. قال: نشدتك بالله عزّ وجلّ هل تعلم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من يشتري رومة يعني بئراً فيجعلها للمسلمين فله بها كذا وكذا " فاشتريتها من مالي؟ قال طلحة: اللهم نعم. فقال: يا طلحة. قال لبّيك. قال نشدتك بالله، هل تعلمني أنفقت في جيش العسرة على مئة؟ قال طلحة: اللهم نعم. ثم قال طلحة: اللهم لا أعلم عثمان إلاّ مظلوماً.
قال عون الأزديّ: كان عمر بن عبيد الله بن معمر أميراً على فارس، فكتب إلى ابن عمر يسأله عن الصّلاة؛ فكتب إليه ابن عمر: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا خرج من أهله صلّى ركعتين حتى يرجع إليهم.
قال الزّبير بن بكار: وولد عبيد الله بن معمر بن عثمان، عمر بن عبيد الله الجواد الذي قتل أبا فديك، وكان يقاوم قطريّ بن الفجاءة، وكان يلي الولايات العظام، وشهد مع عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب فتوح كابل شاه، وهو صاحب الثّغرة بات يقاتل عنها حتى أصبح.