قال الحسن: فتعجبنا من ذلك، وشكرنا الله سبحانه وتعالى، وأصلحنا أمورنا، ولم نطب نفساً بالمقام، حتى لا يزورنا الأمير ولا يطلع الناس على أسرارنا، فيكون ذلك سبب ارتفاع اسم وانبساط جاه، ويتصل ذلك بنوع من الرياء والسمعة، وخرجنا تلك الليلة من مصر، وأصبح كل واحد منا واحد عصره وفريد دهره في العلم والفضل. فلما أصبح ابن طولون أتى المسجد لزيارتنا وطلبنا، وأحسّ بخروجنا، وأمر بابتياع تلك المحلة بأسرها، ووقفها على ذلك المسجد وعلى من ينزل به من الغرباء وأهل الفضل وطلبة العلم نفقة لهم، حتى لا تختل أمورهم، ولا يصيبهم من الخلل ما أصابنا، وذلك كله بقوة الدين وصفوة الاعتقاد. والله سبحانه ولي التوفيق.
وكان الحسن بن سفيان النسوي من قرية بالوز، وهي على ثلاثة فراسخ من بلد نسا. وهو محدّث خراسان في عصره، مقدم في البيت والكثرة والرحلة والفهم والفقه والأدب. تفقه عند أبي ثور إبراهيم بن خالد، وكان يفتي على مذهبه وصنف المسند الكبير والجامع والمعجم وغير ذلك.
وتوفي سنة ثلاث وثلاث مئة.
[الحسن بن سليمان بن داود]
ابن عبد الرحمن بن سوس أبو محمد البعلبكي بن أخي أبي السري الفارسي حدث عن أبي علي وصيف بن عبد الله الأنطاكي بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من كان منكم مصلياً بعد الجمعة فليصل أربعاً.
وفي زيادة ابن حنبل: فإن عجل بك شيء فصل ركعتين في المسجد، وركعتين إذا رجعت.
قال ابن إدريس: لا أدري؛ هذا في حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم لا؟