أبو جعفر المدني المعروف بابن عائشة ذكر أبو الفرج الاصفهاني: أنه لم يكن يعرف له أب. وكان يزعم ن اسم أبيه جعفر. وأمه عائشة مولاة لكثير بن الصلت الكندي حليف قريش، وقيل إنها مولاة لآل طالب بن أبي وداعة السهمي.
قدم ابن عائشة على الوليد بن يزيد.
قال الفرزدق: حضرت الوليد، وعنده ندماؤه، وقد اصبح، فقال لابن عائشة يغني بشعر ابن الزبعرى: من الرمل
ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
فقتلنا الصيد من ساداتهم ... وعدلنا مثل بدر فاعتدل
فقال ابن عائشة: لا أغني هذا يا أمير المؤمنين. فقال: غنه، وإلا جرعت لهواتك الأمرين! قال: فغناه، فقال: أحسنت والله. أنا على دين ابن الزبعرى يوم قال هذا الشعر.
قال الحافظ بن عساكر: بلغني أن ابن عائشة لما انصرف من عند الوليد بن يزيد، نزل بذي خشب، فلحقه طرب، فغنى على قصر ذي خشب، ومشى على الشرفات، فسقط، فمات.