للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القلوب التي يهوون بها المعاصي؛ قلت: فهل كان الله يحب أن يطيعه جميع خلقه؟ قال غيلان: نعم؛ قال: انظر ما تقول؛ قال: هل معها غيرها؟ قلت: نعم، فهل كان إبليس يحب أن يعصي الله جميع خلقه؟ قال: فلما عرف الذي أردت سكت فلم يرد علي شيئاً.

[محمد بن عبيد بن وردان أبو عمرو]

حدث عن هشام بن عمار، بسنده إلى عياض بن حمار المجاشعي حديثاً مختصراً رواه غيره كاملاً، هو عن عياض

أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذات يوم في خطبته: " ألا وإن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا، كل مالٍ نحلته عبدي حلالٌ وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاحتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً ثم إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عجمهم وعربهم إلا بقايا من أهل الكتاب وقال: إنما بعثتك لأبتليك وابتلي بك وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء تقرأه نائماً يقظاناً، وإن الله أمرني أن أحرق قريشاً، فقلت: يا رب، إذاً يثلغوا رأسي فيدعوه خبزةً؛ فقال: استخرجهم كما أخرجوك، واغزهم نغزك، وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشاً نبعث خمسة أمثاله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك؛ وأهل الجنة ثلاثةٌ: ذو سلطان مقسطٌ متصدق موفق، ورجلٌ رحيمٌ رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم، ورجلٌ فقيرٌ عفيف متصدقٌ؛ وأهل النار خمسةٌ: الضعيف الذي لا زبر له الذين هم فيكم تبعٌ أو تبعاء يحيى لا يبتغون أهلاً ولا مالاً، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه، ورجلٌ لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، وذكر البخل والكذب والشنظير الفحاش ".

<<  <  ج: ص:  >  >>