بقتله فقال: والله لا تقتلني حتى تنقض دمشق حجراً حجراً. فقال المختار لأبي عمرة: من يخرج أسرارنا؟ ثم قال: من أسرك؟ قال: قومٌ على خيلٍ بلق، عليهم ثيابٌ بيضٌ لا أراهم في عسكرك. قال: فأقبل المختار على أصحابه فقال: إن عدوكم يرى من هذا ما لا ترون، قال: إني قاتلك؟ قال: والله يا أمين آل محمد، إنك تعلم أن هذا ليس باليوم الذي تقتلني فيه. قال: ففي أي يومٍ أقتلك؟ قال: يوم تضع كرسيك على باب مدينة دمشق، فتدعو بي يومئذٍ، فتضرب عنقي. فقال المختار لأصحابه: يا شرطة الله، من يذيع حديثي؟ ثم خلى عنه فقال سراقة وكان المختار يكنى أبا إسحاق: من الوافر
ألا أبلغ أبا إسحاق أني ... رأيت البلق دهماً مصمتات
كفرت بوحيكم وجعلت نذراً ... علي هجاءكم حتى الممات
أري عيني ما لم تر أياه ... كلانا عالمٌ بالترهات
ثم قدم سراقة بعد ذلك العراق مع بشر بن مروان، وكان بشرٌ من فتيان قريش سخاء ونجدة، وكان ممدحاً، فمدحه جرير، والفرزدق، والأخطل، وكثيرٌ، وأعشى بني شيبان، وكان يغري بين الشعراء، وهو أغرى بين جرير والأخطل، فحمل سراقة على جرير حتى هجاه، وهجاه جرير أيضاُ بأبيات، ثم نزعا، فمر جرير بسراقة بمنًى والناس مجتمعون على سراقة وهو ينشد، فجهره جماله، واستحسن نشيده، قال: من أنت؟ قال: بعض من أخزى الله على يديك. قال: أما والله لو عرفتك لوهبتك لظرفك.
[سرج اليرموكي]
روي عنه أنه قال: أجد في الكتاب أو في هذه الأمة اثني عشر ربياً نبيهم أحدهم، فإذا وفت العدة طغوا وبغوا وكان بأسهم بينهم.