للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لملي بما يؤمل في المر ... ء وإن كان في أخيك فتاء

فأمر له يزيد بأرزاق أبيه.

[شيخ من ثقيف]

من أهل الحجاز، وفد على الوليد بن يزيد وهو ولي عهد في خلافة هشام. قال طريح بن إسماعيل الثقفي: كنت عند الوليد، فدعا بالشطرنج فأخذت معه فيها، فدخل الآذن فقال: بالباب

رجل من أخوالك له نبل وهيئة يستأذن، فقال: أما هذا الوقت فلا، فإني مقبل على ما ترى. فقلت له: سبحان الله! يأتيك رجل من أخوالك مسلماً فتحجبه؟ قال: كيف بنا ونحن على هذه الحال؟ فقلت: ترفع الشطرنج، وتأذن له. فقال: ذاك لما اتجهت عليك! فقلت: يغطى بمنديل وتنحرف، ويدخل لحظة وينصرف. ففعل، وأذن له. فدخل رجل جسيم معتم على قلنسوة مشرفة، مشمراً ثيابه في زي الفقهاء، بين عينيه سجادة فسلم، وجلس، وقال: أيها الأمير، خرجت من المدينة أريد عسقلان للرباط بها، فأحببت أن أؤدي حق القرابة والرحم. فقال له الوليد: يا خال، كيف حفظك لمغازي أهل بلدك، لعلك تفيدنا منها أحرفاً. قال: ما أحفظ منها شيئاً. قال: فكيف علمك بالسنة ونظرك في الفرائض؟ قال: ما نظرت في شيء من ذلك. قال: فكيف روايتك لشعر قومك، وغيرهم من الشعراء؟ قال: ما أروي منه شيئاً. قال: فكيف علمك بأيام العرب، وأخبارها؟ قال: قد أغفل خالك ذلك. قال: فعسى أن يكون همك مصروفاً إلى معنى آخر من مفاكهات أهل المدينة ومزاحاتهم؟ قال: خالك يربأ بنفسه عن ذلك. قال الوليد: يا غلام، ارفع المنديل. العب يا طريح، فليس معنا أحد.

[رجل]

أتى هشام بن عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين، إن عبد الملك أقطع جدي قطيعةً، فأقرها الوليد وسليمان، حتى إذا استخلف عمر رحم الله عمر نزعها. قال: إن فيك

<<  <  ج: ص:  >  >>