حين لا يسر إلى أحد، أما الذي نفس أبي الدرداء لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضته بعد الذي سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر.
[رجل مر بأبي الدرداء]
وهو يغرس غرساً بدمشق فقال له: أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! قال: لا تعجل علي، سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من غرس غرساً لم يأكل منه آدمي، ولا خلق من خلق الله، إلا كان له صدقة.
[مولى لأبي الدرداء]
قال: سمعت أبا الدرداء وهو يوصي حبيب بن مسلمة فقال: إياك ودعوة المظلوم، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن العبد إذا ظلم فلم ينتصر، ولم يكن له من ينصره، فرفع طرفه إلى السماء، فدعا الله فلباه، فقال: لبيك، وإن الله يلبيه ويقول: يا عبدي أنا أنتصر لك عاجلاً وآجلاً.
[رجل من الأنصار]
دق رجل من يش سن رجل من الأنصار، فاستعدى معاوية، فقال الأنصاري لمعاوية: إن هذا دق سني، فقال معاوية: كلاً، إنا سنرضيك. قال: وألح الآخر على معاوية، أكب عليه حتى أبرمه، فقال له: شأنك بصاحبك. وأبو الدرداء جالس عند معاوية، فقال: أبو الدرداء: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما من رجل يصاب بشيء من جسده، فيتصدق به إلا رفعه الله عز وجل درجة، وحط عنه بها خطيئة. قال الأنصاري لأبي الدرداء: أنت سمعت هذا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: نعم، سمعته أذناي ووعاه قلبي. فقال الأنصاري: فإني أدعه لله عز وجل. فقال معاوية: لا جرم واله لا تخيب. فأمر له بمال.