وحدث الحارث عن بلال قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح على الخفين والعمامة.
وفي حديث آخر فقال بلال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح على الخفين والخمار.
قدم الحارث بن معاوية على عمر بن الخطاب فقال له: كيف تركت أهل الشام؟ فأخبره عن حالهم، فحمد الله ثم قال: لعلكم تجالسون أهل الشرك. فقال: لا يا أمير المؤمنين. قال: إنكم إن جالستموهم أكلتم وشربتم معهم، ولن تزالوا بخير ما لم تفعلوا ذلك.
قال مسلم بن مشكم: قال الحارث بن معاوية الكندي: إن شئتم لأحلفن لكم أن أبا الدرداء لم يحمله شغل أن يؤخر الصلاة.
[الحارث بن أبي وجرة]
واسم أبي وجرة تميم بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي قدم الشام مع عمر بن الخطاب، وشهد خطبته بالجابية. ووجرة بالجيم والراء.
حدث إسماعيل بن عبيد الله قال: لما سار عمر إلى الشام قال: لأعرفن ما مدحتم خالد بن الوليد، فإنه رجل يهتز عند المدح، وأنت يا بن أبي وجرة فلأعرفن ما مدحته. قال: فلما قدموا الشام أقبل ابن أبي وجرة وعمر في مجلسه، وعنده خالد بن الوليد متقنع بردائه، فسلم ابن أبي وجرة وقال: أفيكم خالد بن الوليد هو والله ما علمت أجملكم وجهاً، وأجرأكم مقدماً، وأبذلكم يداً، فلما انصرف خالد بن الوليد بعث إلى ابن أبي وجرة بمئة دينار وراحلة. فلما انصرف عمر قال: يابن أبي وجرة ألم أنهك عن مدح خالد بن الوليد! قال ابن أبي وجرة: من أعطانا منكم مدحناه، ومن منعنا سببناه سباب العبد سيده. قال: وكيف يسب العبد سيده؟ قال: حيث لا يسمع. فضحك عمر.
وقيل: إن المادح لخالد هو أبو وجرة. وسيذكر في موضعه.
وعاش أبو وجرة ثمانين ومئتي سنة، حتى أقعد عن رجليه.