هو؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، فقال المأمون: أولى لك، بها نجوت، ثم قال لعلوية: لا تقل: برئت من الإسلام ولكن قل:
حرمت مناي منك إن كان ذا الذي ... أتاك به الواشون عني كما قالوا
قال محمد بن الحسن المقرئ: هذا القاضي عمر بن أبي بكر المؤملي.
قال المصنف: ومدّ المأمون المنى في هذا، وهو مقصور، ونحاة البصرة لا يجيزون ذلك في شعر ولا نثر إلا الأخفش فإنه يجيزه في الشعر. وأما قصر الممدود في الشعر فجاء عند جميع النحويين. ولو جعل مكان هذا: حرمت رجائي أو ما أشبهه لكان وجهاً صحيحاً لا يختلف في جوازه.
وقد قيل: إن هذه القصة لعمرو بن أبي بكر أخي عمر هذا، قالوا: وهو الصواب.
[عمر بن بلال أبو حفص الأسدي]
من أصحاب عبد الملك بن مروان.
كان عبد الملك بن مروان من أشد الناس حباً لامرأته عاتكة بنت يزيد بن معاوية، فغضبت على عبد الملك، وكان بينهما باب فحجبته، وأغلقت ذلك الباب، فشقّ على عبد الملك، فشكا إلى خاصته، فقال له عمر بن بلال: ما لي عندك إن رضيت؟ قال: حكمك، قال: فأتى عمر بن بلال بابها، فبكى، فخرجت إليه حاضنتها ومواليها وجواريها؛ فقلن: مالك؟ فقال: فزغت إلى عاتكة ورجوتها، فقد علمت مكاني من أمير المؤمنين معاوية ومن يزيد بعده، فقلن: مالك؟ فقال: كان لي ابنان لم يكن لي غيرهما فقتل أحدهما صاحبه: فقال أمير المؤمنين: أنا قاتل الآخر، فقلت: أنا الوليّ، وقد عفوت، فقال: لا أعوّد الناس هذه العادة، فرجوت أن يحيي الله ابني بك، فدخلن عليها، فقالت: فما أصنع مع غضبي عليه؟ وما أظهرت له؟ فقلن: إذاً والله يقتل ابنه، فلم يزلن بها حتى دعت بثيابها، فلبستها، ثم خرجت من الباب، وأقبل