عبد الله بن الزبير - وأمه ابنة الزبير بن العوام - فقال له مروان: عمك لا خالك، إنها والله ما هي بساعة أخوال، فقال عبد الرحمن بن أم الحكم: من الكامل
أودت خلافة آل حر ... بٍ حين أودي بالوليد
ومضت بعثمان الركا ... ب من القريب إلى البعيد
فخرج حتى أتى ابن الزبير، وشهد المرج، يقاتل بني أمية، فحمل على ألف دابةٍ، فلما انهزم أرسل إلى ابن الزبير: إن بأصحابي حاجة فأمدهم، فبعث إليه بمائة مد برٍ، ومائة مد شعير، فأرسل إليه عثمان: أحمل على ألف دابةٍ في قتال قومي وتبعث إلي بهذا؟ والله لا أكلمك أبداً.
واستحيا من الرجوع إلى بني أمية، فأقام بمكة، فلما احتضر قال لابنه عبد الله: يا بني، الحق بقومك: فإن أباك لم يغتبط بفراقهم، وأوصى إلى خالد بن يزيد، وهو بالشام، فلما قدم عبد الله أدخله على عبد الملك، فلما رآه قال: لا رحم الله أباك! والله لا أدع لك خضراء، ولا بيضاء إلا قبضتها، قال: فجمع الغلام رداءه ثم رمى به وجه عبد الملك، ثم قال: اقبض هذا أولاً، وخرج حاسراً، فقال عبد الملك للوليد: يا وليد، رجل والله! فاجعله في صحابتك.
[عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن المبارك]
أبو أحمد الجرجاني المباركي الحافظ المعروف بابن القطان أحد أئمة أصحاب الحديث، والمكثرين فيه، والجامعين له، والرحالين فيه.
رحل إلى الشام ومصر رحلتين، أولاهما في سنة سبع وتسعين وماءتين والثانية في سنة خمس وثلاثمائة، وكان مصنفاً حافظاً ثقةً على لحن فيه.