أعطى الله، ولا معطي لما منع الله، فلما قبض أبو بكر ارتجت مكة بصوتٍ عالٍ دون ذلك، فقال أبو قحافة: ما هذا؟ قالوا: ابنك مات، فقال أبو قحافة: هذا خبر جليل - أو قال: رزء جليل - من قام بالأمر بعده؟ قالوا: عمر، قال: صاحبه.
عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: ورث أبا بكرٍ أبوه أبو قحافة السدس، وورثه معه ولده: عبد الرحمن، ومحمد، وعائشة، وأسماء، وأم كلثوم بنو أبي بكر، وامرأتاه: أسماء بنت عميس، وحبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير من بلحارث بن الخزرج، وهي أم أم كلثوم.
وعن مجاهد: كُلِّم أبو قحافة في ميراثه من أبي بكر الصديق، فقال: قد رددت ذلك على ولد أبي بكر، قالوا: ثم لم يعش أبو قحافة بعد أبي بكر إلا ستة أشهر وأياماً، وتوفي في المحرم سنة أربع عشرة بمكة، وهو ابن سبع وتسعين سنة.
[عبد الله بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان]
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي: وفد على عبد الملك بن مروان.
عن أبي المقدام قال: هلك معاوية بن يزيد بن معاوية بالشام، وقد قيل له: اعهد إلى رجل يُفزَع إليه، قال: لا، تذهبون بحلاوتها وأذهب بمرارتها! ليختر الناس لأنفسهم، فقدم عليهم الوليد بن عتبة، وكان أسن آل أبي سفيان، فلما كبَّر عليه الثالثة خر مطعوناً، فلم يرفعوه إلا ميتاً، فقدموا عليه عثمان ابن عنبسة بن أبي سفيان، وكان أسن آل أبي سفيان يومئذٍ، فلما صلى عليه أحاطوا به، فقالوا: نبايعك بالخلافة، فقال: لا، بل ألحق بخالي