فقال جرير: جائزتي يا أمير المؤمنين للعذري. فقال عبد الملك: وله مثلها من بيت المال، ولك جائزتك يا جرير لا ننقص منها شيئاً. وكانت جائزة جرير أربعة آلاف درهم وتوابعها من الجلان والكسوة. فخرج العذري بثمانية ألف درهم ورزمة ثياب.
[رجل فصيح]
قال الزهري: دخل رجل على عبد الملك فقال له: كم عطاؤك؟ قال: مئتي درهم. قال: في كم ديوانك؟ قال: عشرون ديناراً. قال: أما علمت أني قد أمرت أن لا يتكلم أحد إلا بإعراب؟ قال:
ما علمت ذلك يا أمير المؤمنين. قال: فمن العرب أنت أم من الموالي؟ قال: يا أمير المؤمنين، إن تكن العربية آباءً فلست منها، وإن تكن لساناً فإني منها. قال: صدقت، قال الله عز وجل " بلسان عربي مبين " فقام الرجل. فقال عبد الملك: يا زهري، ما ناظرني أحد بمناظرة إلا علوته فيها خلا هذا الرجل.