أبصرهم بالحق، وإن كان في عمله تقصير، وإن كان يزحف زحفاً. ثم الق:" يا بن مسعود، هل علمت أن بني إسرائيل افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة لم ينج منها إلا ثلاث فرق؟ فرقة أقامت في الملوك والجبابرة، فدعت إلى دين عيسى بن مريم، فقاتلت حتى قتلت، فلحقت بالله، فنجت، ثم قامت فرقة أخرى لم يكن لها قوة بالقتال، فقامت بالقسطاس في الملوك والجبابرة، فدعت إلى دين الله، ودين عيسى بن مريم، فأخذت، فقطعت بالمناشير، وحرقت بالنيران، فصبرت حتى لحقت بالله، ثم قامت طائفة أخرى لم يكن لها بالقتال قوة، ولم تطق القيام بالقسط، فلحقت بالجبال، فتعبدت، وترهبت، وهم الذين ذكرهم الله - عز وجل - فقال: " ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها " إلى " وكثير منهم فاسقون "، وهم الذين لم يؤمنوا بي، ولم يصدقوني، فلم يرعوها حق رعايتها، وهم الذين فسقهم الله - عز وجل " مات عبد السلام بن أحمد، أبو بكر البصري سنة ثمان وتسعين ومائتين.
[عبد السلام بن أحمد بن محمد بن الحارث]
ويقال: ابن أبي الحارث أبو علي القرشي القزاز روى عن أحمد بن أصرم المغفلي بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسو ل الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الصلاة نور المؤمن " وروى عن محمد بن إسماعيل بن محمد التميمي بسنده عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عمل الأبرار من الرجال الخياطة، وعمل الأبرار من النساء المغزل "