كنت جالساً مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عصابة من أصحابه، فجاءته عصابة فقالوا: يا رسول الله، إنا كنا قريب عهد بجاهلية، نصيب من الآثام والزنى، فأذن لنا في الجلوس في البيوت، نصوم ونقوم حتى يدركنا الموت. فسر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى عرف البشر في وجهه، فقال: إنكم ستجندون أجناداً، ويكون لك مذمة وخراج وأرض، يمنحها الله لكم؛ فيها مدائن وقصور؛ فمن أدركه ذلك منكم، فاستطاع أن يحبس نفسه في مدينة من تلك المدائن، أو قصر من تلك القصور حتى يدركه الموت فليفعل.
[خلف بن القاسم بن سليمان]
أبو سعيد القيرواني المغربي قدم دمشق طالب علم.
حدث عن أبي بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس وغيره بسنده عن محمد بن رمح قال: حججت مع أبي وأنا صبي لم أبلغ الحلم فنمت في مسجد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الروضة، بين القبر والمنبر، فرأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد خرج من القبر وهو متوكئ على أبي بكر وعمر؛ فقمت فسلمت عليهم فردوا علي السلام، فقلت: يا رسول الله؛ أين أنت ذاهب؟ قال: أقيم لمالك الصراط المستقيم. فانتبهت، وأتيت أنا وأبي، فوجدت الناس مجتمعين على مالك وقد أخرج لهم الموطأ وكان أول خروج الموطأ.