وهو حذيفة بن حسيل، ويقال: حسل بن جابر بن أسيد بن عمرو بن مالك ويقال: اليمان بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث، أبو عبد الله العبسي حليف بني عبد الأشهل، صاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصاحب سره من المهاجرين. وحسل كان يقال له اليمان.
حدث حذيفة قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قام من الليل، يشوص فاه بالسواك.
حدث زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم قال: سمعت عمر بن الخطاب بالمدينة وهو يقول: تقاتلون الروم باليرموك وذكر اهتمامه بخبرهم وأمرهم والله إني لأقوم إلى الصلاة فما أدري، أفي أول السورة أنا أم في آخرها، ولأن لا تفتح قرية في الشام، أحب إلي من أن يهلك أحد من المسلمين بمضيعة.
قال أسلم: فبينا أنا ذات يوم مقابل الثنية بالمدينة إذ أشرف منها ركب من المسلمين فيهم حذيفة بن اليمان، فقام إليهم من يليهم من المسلمين، فاستخبروهم فأسمعهم يقولون: أبشروا معشر المسلمين بفتح الله عز وجلّ ونصره. قال أسلم: فانطلقت أسعى حتى أتيت عمر بن الخطاب فقلت: أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله وبنصره. فخر عمر ساجداً. قال الوليد: فذاكرت عبد الله بن المبارك سجدة الفتح، وحدثته بهذا الحديث، فقال عبد الله بن المبارك: بهذا حدثك عبد الرحمن بن زيد؟ فقلت: نعم. فقال: ما سمعت في سجدة الشكر والفتح بحديث أثبت من هذا.
وفي نسبه اختلاف، وقيل فيه: جروة بن اليمان، من ولده حذيفة، وإنما قيل اليمان لأنّ جروة أصاب دماً في قومه، فهرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل، فسمّاه قومه اليمان لأنه حالف اليمانية.