للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعطكم. ولو أن أولكم وآخركم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أشقى قلب عبدٍ هو لي لم ينقص من ملكي جناح بعوضةٍ، ولو أن أولكم وآخركم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أتقى قلبٍ عبدٍ هو لي مازاد في ملكي جناح بعوضةٍ، ولو أن أولكم وآخركم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم اجتمعوا، فسأل كل واحدٍ مابلغت أمنيته لم ينقص ملكي إلا كما لو أن أحدكم أتى شفة البحر، فغمس فيه إبرة "، ثم انتزعها؛ ذلك بأني جواد ماجد واحد، أفعل ماأشاء، عطائي كلام، وعذابي كلام، إذا أردت شيئاً إنما أقول له: كن، فيكون "

[عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب بن غلبون]

أبو محمد الصوري الشاعر مطبوع الشعر، سائر القول، محسن في أفانين النظم.

قدم دمشق مراراً، ومدح بها. وكان أبو الفتيان بن حيوس مغري بشعره، شديد التفضيل له، حتى إنه كان إذا سمع البيت الحسن السائر قال: ماأشبه هذا بشعر عبد المحسن، لعظم قدره في نفسه. وكان بعضهم يفضله على كثيرٍ ممن تقدمه.

وذكر عن أبي العلاء المعري أنه كان يعيبه بقصر النفس وكان ابن حيوس يقول: أغزل ماقيل حول قول عبد المحسن: من الرمل

بالذي ألهم تعذيبي ... ثناياك العذابا

ماالذي قالته عينا ... ك لقلبي فأجابا

ومن غزله: من المتقارب

أراضية أنت إن شفه ... هواك وساخطة إن سلا

وأنت بغيت له سلوة ... فسل الهوى أولا أولا

غداة صددت فعلمته ... وماكان ظنك أن يفعلا

فعودي بعد وقصدي صد ... فقد عزم الحب أن يعدلا

<<  <  ج: ص:  >  >>